قررت السلطة تخفيض نسبة الانتداب من خريجي المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي من 110 سنويا إلى أقل من الثلث، أي 30 خريجا سنويا، الأمر الذي زاد في مدة انتظار الانتداب بعد التخرج لتصل إلى 7 سنوات.

وبسبب هذا القرار اللامدروس واللامعقول، دخل طلبة المعهد في إضراب مفتوح منذ 13 فيفري 2006 للمطالبة بالترفيع في نسبة الانتداب. وبالتوازي مع ذلك خاض الطلبة أشكالا نضالية مختلفة ردا على رفض الإدارة التفاوض والتنصل من المسؤولية. وكعادتها لجأت الإدارة إلى مراسلة الأولياء ودفعهم للضغط على أبنائهم، وأنزلت قائمة بعدد الغيابات التي منع بمقتضاها الطلبة من إجراء الامتحانات، وذلك في غير وقتها. كما استخدمت بعض الأساتذة للتأثير على معنويات الطلبة وترهيبهم. وفي محاولة لتحويل وجهة أنظار الطلبة عن مطلبهم الأساسي وثنيهم عن مواصلة نضالهم أحالت عدد منهم على مجلس التأديب وهم إحسان الشابي، مراد العوانية، السبتي بن عمر، وعفاف السويسي. وقد شهد الأسبوع الأخير مواجهات عنيفة بين الطلبة وقوات القمع التي اقتحمت المعهد يوم 17 أفريل الجاري واعتدت بالعنف على الطلبة وأوقفت البعض منهم ووجهت لهم تهم كيدية (الاعتداء على أعوام الأمن...) ومن بين من تمّ الاعتداء عليهم أو إيقافهم الطالبات والطلبة: محمد مناصري، سفيان الطاهري، كريم البحري، نادر الخميلي، حسان القروي، كريم العليبي، وسام الصغير، ناجي الخنشاوي، عفاف السويسي، وداد مجبري، دليلة الطبابي، رفيق الهاني، قيس ضيف الله، مراد عواينية، ثريا السعيدي، مروان العبيدي.

وقد وصل الأمر بالإدارة إلى حد إغلاق المعهد ومنع الطلبة من دخوله إلا بحضور الولي والإمضاء على التزام بمواصلة الدروس. وتسعى الإدارة بالتآمر مع البوليس السياسي إلى تشتيت الصف الطلابي وضرب حقهم في الاحتجاج والمطالبة بحقوقهم... وتجدر الملاحظة إلى أن أعوان البوليس السياسي منعوا بعض الطلبة من التوجه إلى وسط العاصمة حتى لا يتصلوا بالمنظمات والصحافة المستقلة! وهو ما يؤكد مرة أخرى أن الفضاءات الجامعية أصبحت تحت تصرف البوليس السياسي، وبعض العمداء والمديرين تحولوا إلى موظفين في وزارة الداخلية! ورغم خيارات السلطة اللاشعبية واللاديمقراطية، ورغم عصا القمع يصر الطلبة على الاستماتة في الدفاع عن مصالحهم.