الصفحة الأساسية > البديل العربي > شارون يواصل استكمال مشروعه الصهيوني
شارون يواصل استكمال مشروعه الصهيوني
23 كانون الأول (ديسمبر) 2003

يُجمع العديد من المهتمين بالشأن الفلسطيني أن الشعب الفلسطيني يمر حاليا بأسوأ فترة منذ انتصاب الكيان الصهيوني بما في ذلك نكبة 48 وهزيمة 67. فشارون يبدو اليوم مطلق اليدين ولا أحد بإمكانه إيقافه ما عدى الشعب الفلسطيني الذي يقف وحيدا في مواجهة استعمار استيطاني منقاد بإيديولوجية موغلة في العنصرية ومسنود من طرف أعتى قوة في العالم، الامبريالية الأمريكية، التي أصبحت تتصرف في العالم وكـأنه ولايات تابعة لها بعد أن تخلصت من غريمها الأول، الاتحاد السوفياتي، وتمكنت من إسقاط بعض الأنظمة النشاز (أنظمة أوروبا الشرقية، أفغانستان، العراق…). وبالمقابل فإن الشعب الفلسطيني لا أحد يسنده أو يدعمه ما عدى الشعوب العربية المكبلة بأنظمة دكتاتورية وعميلة ومستعدة لبيع الذمم والأوطان في سبيل الحفاظ على الكرسي، وكل شعوب العالم المعادية للامبريالية والاستعمار التي تحاول رص صفوفها وتطوير أساليب نضالها حتى تكون بالفعل منافسا جديا لقوى القهر والإذلال.

والملفت للانتباه هي حالة الأنظمة العربية التي لم يسبق وأن وصلت إلى هذه الحالة من الاستسلام المكشوف. فحتى التنديد اللفظي لم تعد قادرة عليه. والخوف من الغول الأمريكي جعلها تتهافت لإثبات الولاء والتأييد. ففي الوقت الذي يسعى فيه شارون إلى استكمال مشروعه الصهيوني الهادف في مرحلته الأولى إلى القضاء نهائيا على أي وجود فلسطيني، نرى الأنظمة العربية تسعى للتآمر على الشعب الفلسطيني والمتاجرة بقضيته في سبيل الحصول على رضاء بوش وعصابته. وما حصل للوزير المصري أحمد ماهر يوم 22 ديسمبر بالمسجد الأقصى يؤكد أن الشعب الفلسطيني نفض يديه من الأنظمة العربية ولا يريد منها سوى "إعانته بالسكوت". فالوزير المصري ذهب إلى "إسرائيل" لمقابلة المجرم شارون في وقت ألقى فيه هذا الأخير خطابا كشف فيه بكل وقاحة عن خطته الرامية إلى "فك الارتباط مع الفلسطينيين" التي ستحرم الفلسطينيين من أي أمل في "بناء دولتهم" حتى ولو على جزء صغير من الضفة والقطاع، وهو بهــذا الإجراء ينسف "كل العملية السلمية" ويضع السلطة الفلسطينية في وضع محرج وهي التي راهنت على هذه العملية منذ ما يزيد عن العشرية وقدمت في سبيلها عديد التنازلات التي أضعفت ولا تزال المقاومة والموقف الفلسطينيين. وكانت القاهرة قد استضافت في بداية الشهر الجاري ملتقى للفصائل الفلسطينية ليس لبحث تطوير المقاومة الفلسطينية وسبل دعمها ماديا وسياسيا بل لبحث إمكانية التوصل إلى "هدنة" في وقت صعّد فيه شارون حملات الاغتيال والاجتياح والاعتقال وهدم البيوت والمضي قدما في بناء الجدار العنصري… وفي وقت أعلنت فيه الإدارة الأمريكية دعمها اللامشروط لسياسة شارون حتى وإن تنكر لكل الاتفاقات التي رعتها واقترحتها واشنطن.

إن الفلسطينيين الغاضبين الذين طردوا الوزير المصري من المسجد الأقصى (بعض التقارير الصحفية تقول أنه تعرض للضرب إلى درجة فقدان الوعي مما استوجب نقله إلى المستشفى على متن سيارة إسعاف تابعة للكيان الصهيوني) إنما في حقيقة الأمر أرادوا التعبير عن غضبهم من سياسة القاهرة المتاجرة بقضيتهم. وهم أيضا أرادوا أن يوجهوا رسالة واضحة إلى كل الأنظمة العربية العميلة لكي لا تتاجر بقضيتهم.

إن الشعب الفلسطيني في حاجة أكيدة إلى الدعم السياسي والمادي. وهذا الدعم لن يأتي لا من الامبريالية ولا من عملائها ولا من توابعها بل من الشعوب العربية وكل شعوب العالم بقيادة قواها التقدمية والثورية. فهذا الشعب الأعزل يتعرض لنكبة حقيقية تهدد كيانه وتواجده في ظل صمت دولي رسمي وشعبي. والمسؤولية ملقاة اليوم على عاتق كل القوى المعادية للصهيونية من أجل كسر الطوق وتنظيم الصفوف لمواجهة المجرم شارون وكل الذين يدعمونه.

وفي تونس لا بد من تحريك الوضع في علاقة بالقضية الفلسطينية وتنشيط اللجان ودفع كل القوى في اتجاه الضغط على النظام التونسي العميل وتوسيع دائرة المساندة لنضالات الشعب الفلسطيني حتى لا يبقى وحيدا في محنته.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني