الصفحة الأساسية > البديل الثقافي > الحصار
الحصار
23 كانون الأول (ديسمبر) 2003

الإهداء: إلى أمي التي ولدتني قصيدة وأرضعتني مع الحليب حب الوطن وروت: "يموت من لا يستطيع الركض في الطرقات".

شعــر: ش.ش

الوطن يمتد حتى متاريس الجنوب

وكنت وحيدا أتسول قلما

"كي أصبح شاعرا والشعر سلاح الفقراء".

الوطن

المنفِيُّ في حانات القرى البعيدة

ضفاف السجن والدماء…

الوطن معارك الخبز… قبور الشهداء

يا… الوطن الحزين

يا… الموت في الجنوب

يا… التراجع خلف البنادق

يا وطني… يا هجرة العصافير خلف حروف القصيدة.

يا رصيف الجوع يلفّ كل البيوت

يا رداء المساء

هل أضحى وطني بيروتْ؟

يا وطني…

عمق مأساتي يناديني

والأشياء حولي

تمزق أوراقي وتبكي

وتسألني:عن صُوَرٍ/عن مُدُنٍ/ عنكَ/عن أبي

عن العصافير خلف أخبية الوطن

عن حريتي… عن الموت… عن الكفن

عن كل حجرات السجين

عن الأشياء… عن مأوى الثائرين

وعن السكن

يا وطني أتطويك آخر أحاديثٍ

من زاوية من آخر رصيف

انتظرَني طويلا

أتذْكُر وجهي حين التقيتكَ لأول مرة

خلف رصيف الجوع

بعمق الرحيل

بعمق دموع شهيد

صنعتْها خيوط المطرْ

بعمق العامل عرف غربته قبل السفر،

بعمق طلقة في صدر الفاشي سارق رغيف الشعب

حين عانقتك وأقسمت أن دموعي

بعمق مآسيكَ

بعمق الخندق يحتوي كل الرفاق

بعمق عواءٍ.. من خلف خطايَ.. لعصاة كلاب الدرب

**********

ضفاف الوطن تمتد حتى متاريس الجنوب

أرسمها بعد كأسي الأولى

عصفور الجنوب يحترق خلف سجون الشمال

أرسمها بعد كأسي الثانية

شهيد الخبز يحمل في كفه منجل

وفي الثانية باقي العمال

أرسمها بعد كأسي الثالثة

جراحا بعمق لون البرتقال

أرسمها حين أنتهي

عرسا لعصفور الجنوب

خلف متاريس السجون

خلفك يا وطني،

يا وطنا… يا ذابح الحرف

اُنْدُبْ محياك مثل الأرامل

يا رافضي… يا قاتل الحرف

أنا اليوم أبكيكَ

يا وجع السجون

أنا اليومَ لا اليومُ يومي

ولا القوم قومي

فيومي كشؤمي

وقومي كجسمي

وجسمي نحيل.

يا وطنا

يا أشرعةً أبحرتُ من لج الحياة بدونها

يا قبر الشهيد

وسجن الضمير

يا عرس القتيل

يا حرفي يا صدى صوتي… يا وجهي

يا مساءات التعب

خلف الحقول.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني