الصفحة الأساسية > البديل الثقافي > ماتوا لكن أحلامهم لا تزال حية بيننا
ماتوا لكن أحلامهم لا تزال حية بيننا
23 كانون الأول (ديسمبر) 2003

خسارة الأدب العربي والإنساني كبيرة هذا العام وذلك برحيل إدوارد سعيد ومحمد شكري وفدوى طوقان.

شهد صباح السبت الثالث عشر من ديسمبر رحيل الشاعرة فدوى طوقان الملقبة بأم الشعر الفلسطيني. رحلت فدوى طوقان في مدينتها نابلس، بعد أن شاهدت جيوش الاحتلال وهي تعبث بالبلدة..

كانت في بدايتها شاعرة مقلدة متأثرة بأخيها إبراهيم طوقان. وقد طغت على تجربتها في البداية سمة التردد بين وجهين لتجربتين شعريتين متناقضتين: وجه يحمله جيل الرواد الذي عايشته أمثال السياب والبياتي ونازك الملائكة ومؤسسي الشعر الحر، ووجه آخر سائد ومسيطر هو الشعر العمودي والكلاسيكي من حيث المعنى والمبنى، حتى أنها لقبت بخنساء الشعر الفلسطيني.

بعد الاحتلال أخذت فدوى طوقان تدخل ساحة المواجهة: المواجهة مع الشعر، مع الشكل والحداثة وانتصار إلى التوجه الجديد من حيث تحديث القصيدة وتثويرها.

وأخذت في نفس الحين تتواصل مع شعراء المقاومة في مناطق 1948… فكان الاحتلال سجنا جديدا لها، لكنه انفتاح على أفق جديد في الشعر فبدأت تتحدث عن مواجهة جديدة في التجربة الشعرية، عن مواجهة الجنــدي الصهيوني في الشوارع، وعن الوقوف أمام شبابيك التصاريح… ورافقت بذلك الرواد في الأدب الفلسطيني في تحولاته الخاصة، أدب الثورة الفلسطينية، وأدب اللجوء. وكان أملها بالعودة إلى الأرض والموت في تلافيف ثراها يلازمانها في حياتها اليومية وفي شعرها إذ كتبت قصيدا بعنوان "سـأرجع لا بد من عودتي":

أتُغصب أرضي

أيُسلب حقي وأبقى أنا

حليف التشرد أصحب ذلة عاري هنا

أأبقى هنا لأموت غريبا بأرض غريبة

أأبقى… ومن قالها

بلى سأعود لأرضي الحبيبة

بلى سأعود

هنا سيطوى كتاب حياتي

سيحنو عليّ ثراها الكريم ويؤوي رفاتي

سأرجع لا بد من عودتي

سأرجع مهما بدت محنتي

وقصة عاري بغير نهاية

سأنهي بنفسي هذي الرواية

فلا بد لا بد من عودتي

وكانت قصيدة "حريتي" من أجمل القصائد التي حفظناها صغارا لفدوى طوقان وقد هندست بعض وعينا، حيث تقول:" حريتي… حريتي صوت أردده بملأ فم الغضب… تحت الرصاص وفي اللهب…".

وتظل الحياة ويظل الشعر أكبر من الموت وصوت من لا صوت لهم.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني