الصفحة الأساسية > البديل الوطني > مواجهات دامية في بنقردان بعد إغلاق "رأس جدير"
مواجهات دامية في بنقردان بعد إغلاق "رأس جدير"
14 آب (أغسطس) 2010

جدت، مساء الاثنين 09 أوت الجاري مواجهات دامية بين قوات البوليس والمواطنين في منطقة بنقردان على الحدود بين تونس وليبيا، بسبب إغلاق البوابة الحدودية بـ"رأس الجدير". وبعد اتخاذ القرار بإغلاق البوابة من الجهة الليبية تنامت مشاعر الغضب لدى شباب الجهة، ذلك أن معظمهم يعتمد على التجارة لطلب الرزق وخاصة في أوقات الصيف، فاندلعت المواجهات .
وتركزت الاشتباكات في منطقة "جميلة القديمة" (والمعروفة باسم الزكرة) وتحديدا أمام المدرسة الابتدائية.

وأكد شهود عيان إصابة العشرات من الأهالي بجروح في المواجهات مع قوات البوليس التي اعتقلت أعدادا منهم تعرضوا للضرب والتعذيب حتى ساعات متأخرة من الليل ثم تم إخلاء سبيل معظمهم، وما يزال بعضهم معتقلا ولا يُعرف مصيرهم الى حدّ الآن.

وقد وقع جلب تعزيزات بوليسية إلى مدينة بنقردان والمدن المجاورة تحسبا لتطور الأمور.

ونقل السكان المحليون عن أعوان في الجمارك الليبية أن القرار جاء بسبب الضغوط الحاصلة على الليبيين من الجانب التونسي وبايعاز من رؤوس أموال متنفذة في تونس، وقد ذكرت العديد من الأسماء من أصهار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي (وتحديدا عائلة الطرابلسي) لان التجارة الموازية تضر بمصالحهم التجارية حسب ما يتردد على ألسنة العامة بالمنطقة.

فقام شباب الجهة بإغلاق الطريق الرئيسية بـ"رأس الجدير" للتعبير عن احتجاجه على قرار إغلاق المنفذ الحدودي، فواجهتهم قوات البوليس بالقمع، فاندلعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن إصابة ما يقارب 30 شخصا من الأهالي واعتقال العشرات منهم .

وقام الشباب على اثر تلك المواجهات بإحراق عدة إطارات في الطريق الرئيسية "رأس الجدير" وقاموا أيضا بإحراق جذع نخلة مقطوع ورموه وسط الطريق وإشعال البنزين كردة فعل غاضبة على القمع الذي تعرضوا له. وتواصلت الاشتباكات إلى ساعات متأخرة من الليل .كما أصيب بعض أفراد من (وحدات التدخل) في المواجهات وتضرر عدد من سيارات البوليس بشكل جزئي .

وفي هذه الأجواء من التوتر شعر بعض المواطنين الليبيين بالقلق من العبور وقام بعضهم بالسفر عبر منفذ "ذهيبة" التابع لولاية تطاوين والذي يبعد عن بنقردان 200 كم ، فيما تجمعت المئات من السيارات الليبية في منطقة "النفاتية" التي تبعد 30 كم عن بنقردان في اتجاه مدنين، وسلكت بعض السيارات الأخرى طرق برية غير معبدة (طريق عربي) للوصول الى البوّابة الحدودية بعد أن ساورتهم مخاوف من الاشتباكات الحاصلة عند قطع الطريق الحدودي الرئيسي، وانتشرت السيارات الليبية على طول الطريق الرابطة بين بنقردان و"النفاتية" و"جلال" التي تقع على بعد 5 كم من بنقردان .

و شهد يوم 10 أوت 2010 تعزيزات أمنية ضخمة، وقع استقدامها من قابس والقيروان وجرجيس ومدنين حيث شوهدت تلك التعزيزات منتشرة في كامل أنحاء معتمدية بنقردان .وعرفت التحركات الامنية في المعتمدية كثافة مريبة أثارت ريبة وتوجسا في صفوف المواطنين، فقد وقع استبدال أغلب المسؤولين الامنيين وعلى رأسهم رئيس المنطقة ومسؤولين في الحرس والمباحث ولم تستثن تلك التغييرات سوى فرقة ما يسمى بـ"مكافحة الارهاب".



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني